تفتقر المكتبة العربية إلى مراجع يعتد بها لتاريخ أدب الطفل العربي، سوى من بعض الكتب والبحوث والاجتهادات الشخصية لبعض الدارسين الذين حاولوا تتبع البدايات الأولى لظهور هذا الأدب عربيا، وبعض ملامحه الأولى، وأوجه تطوره حديثا.
كتّاب في مصر وسورية، شكلوا البدايات الأولى لظهور هذا الأدب، مثلما هو الحال مع الشاعر أحمد شوقي، وكامل الكيلاني، وأحمد نجيب، وعلي الحديدي، وسليمان العيسى، الذين كانوا روادا في هذا الفن.
في فترة لاحقة، نشطت حركة التعريب، ونقل حكايات وتراث الشعوب المختلفة إلى اللغة العربية، ما يسر وصول تلك الآداب إلينا. ومع وجود تراث عربي أو معرب قديم اشتمل على حكايات وعظية وأخلاقية، مثل "كليلة ودمنة"، و"السندباد"، إضافة إلى التراث الشفوي الزاخر بالتنوع للحكايات الشعبية، مثل "الشاطر حسن"، وحكايات الجن والعفاريت والغيلان، بدأ أدب الأطفال العربي بالظهور، مستفيدا من كل ما سبق.
في العالم العربي اليوم، توجد حركة تأليف نشطة موجهة للأطفال، من الفئات العمرية المختلفة، وتعتبر صناعة كتاب الأطفال من الصناعات الثقافية التي تشهد نموا باستمرار، خصوصا بعد لفت انتباه الأهالي الربط بين القراءة والتثقيف وبين زيادة القدرات الذهنية والتحصيلية للطلبة.
لكن، ومع ذلك، هل يمكن اعتبار أدب الأطفال العربي موازيا للأدب الموجود عالميا، خصوصا في العالم الغربي؛ أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وهل ما يزال الكتاب العرب يعيشون في مناطق الوعظ والإرشاد والوصاية على الطفل في هذا الأدب، بما يجعله أدبا أبويا بامتياز، أم أنهم أنتجوا أدبا مختلفا قائما على الإبداع، والتعامل مع الطفل ككائن ذكي يستطيع أن يمتلك خياراته من الأجوبة التي يطرحها عليه الأدب؟
أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 22 آب (أغسطس) 2022، في حوارية بعنوان "حال أدب الأطفال في العالم العربي"، يشارك فيها الكاتبان محمود أبو فروة الرجبي، وتغريد النجار، بينما تقدمهما وتدير الحوار مع الجمهور الكاتبة هيا صالح.
*الحضور وجاهي في منتدى عبد الحميد شومان - جبل عمّان.
سيتم بث الفعالية عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك.